القائمة الرئيسية

الصفحات

حول العالم


القرد والرغبة في ملك الحيوانات



 يحكى أن قردا أراد أن يحكم جميع الحيوانات ذات القوائم الأربع، فحلف على نفسه أن لا يرتاح حتى يكون ملكا على جميعها، وغدا يوما إلى أحد المشايخ( ألفا) فقال له: ألفا لقد سمعت أنك أحسن واحد في السرّ، وأنك لا تخطئ، فإني أريد أن تفعل لي سرا  يمكنني من السيطرة   على كل من ألتقي به في هذا العالم، من ذوات القوائم الأربع، فقال له ألفا: يا قرد، فرد عليه بنعم، ارجع إلى بيتك حتى أنام وأستخير الله لأرى هل يمكنك أن تحكم! فرجع القرد، ثم بات الشيخ ونظر فرأى أن القرد لن يحكم أبدا، وفي الصباح مبكرا، أتى القرد إلى الشيخ، فقال يا ألفا لقد جئت، فقال له الشيخ: يا قرد، أجاب: بنعم، قال الشيخ: لقد نظرت، ورأيت أن ما ينبغي أن تعمله لتكون ملكا، صعب جدا، فسأله القرد ما هو؟ فقال الشيخ: إنه صعب جدا، فرد عليه القرد أن يذكره فقط، فألح على الشيخ أن يذكر له، عندها قال الشيخ: أتعرف الكلب، قال القرد نعم، فقال الشيخ: إذا تمكنت تخنقه بيدك حتى يلفظ برازا رطبا في كفك، ثم تأتيني بهذا البراز، فعملت عليه عملية سرية، أعدك بأنه إذا تفوهت بكلام لا يرد عليك أحد من الحيوانات ذوات الأربع القوائم. فقال القرد هذا فقط، قال الشيخ: نعم.

فقال القرد هذا بسيط، فانطلق القرد من عند الشيخ، وتوجه إلى طلب الكلب، ويتفكر في كيفية التمكن منه حتى لا يسقط البراز في الأرض، وأن يجري الأمر كما ذكر الشيخ، وكان القرد يعرف مُزارعا يملك كلبا، وهو وكلبه يعيشان خارج البلد، في الغابة، فخرج في طلب ذلك المزارع مع كلبه، فانطلق حتى أتى عند المزرعة، واختار الشجرة التي تحته يرتاح المزارع، فتسلقها، ينتظر وصول المزارع مع كلبه، حيلة في التمكن من الحصول على ما يثبت به ملكه... وبقي في الانتظار فإذا بالمزارع مع كلبه يصلان تحت الشجرة، فوضع المزارع أمتعته، وقعد الكلب بجانبه، وبعد حين لاحظ الكلب وجود القرد فوق الشجرة، فجاء حذوه، ينبح (أي وَوْ نِي، أي وو وو ني: سببتك سببتك حتى غد سأسبك ) ثم تسلق القرد بغصن آخر، ويتابعه الكلب حتى يكاد يتسلق الشجرة من  شدة ما أثير فيه من الغضب، عند ذلك لاحظ المزارع القرد، فقال: آهااا!!! أنتم الذي تفسدون مزرعتي، فأتى هو أيضا يرمي القرد بالأحجار، ولم يتمالك القرد حتى رمى نفسه على الكلب، ومن خلال تصارعهما أثار الغبار، فوقع يد القرد على شيء رطب-ظن أنه براز الكلب- فأمسك به وفرّ إلى الشيخ، فقال: يا ألفا لقد وصلت، قال له الشيخ: حضرت ببراز الكلب؟ قال القرد: نعم. ثم أخذ الشيخ ما جاء به القرد، فنشره، ووجد فيه، نواة الأثمار، فناداه، يا قرد: هل هذا البراز لك أم للكلب؟ فأجابه الكلب: يا ألفا! الله فقط يعلم، لكن لما تماسكنا اشتدّ الأمر، فهذا ما وجدت وأعطيت به، فقال الشيخ: ليس هذا ما أسأل، وإنما عليك فقط أن تعين صاحب هذا البراز ! أنت أم الكلب؟ فأعاد القرد الكلام نفسه أن العالم هو الله، إلا أن الأمر قد اشتد بينهما! فقال الشيخ لم أطمئن، ولكن ننتظر حتى نسأل القوم، فإن أكدوا أن هذا براز الكلب عملت لك دعاءك، وسيتحقق ما تريد. فقال القرد أيها الشيخ! إذا تعلق دعائي هذا باطلاع الناس على سري واستفسارهم عمن يملك هذا البراز، فإني قد تنازلت عن مطلبي ولا أريد أن أكون ملكا أيضا، وأنا تخليت عن هذه القضية ولا أرغب فيها. وليس أن القرد تنازل ولكنه  يعلم أن البراز برازه هو، والشيخ أيضا يعرف ذلك. فلم تتيسر الوسيلة ولن تتحقق النتيجة.

الدكتور/ عمران سعيد ميغا

تعليقات