القائمة الرئيسية

الصفحات

حول العالم

تقنية المعلومات في السعودية

 


مستقبل تقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية

تقنية


 

يمر العالم اليوم بتحديات تقنيّة كثيرة للغاية، فقد أصبحت حياتنا مبنية عليها وقائمة من خلالها؛ إذ إن تقنية المعلومات ومجالاتها وتخصصاتها المختلفة أصبحت الشغل الشاغل لعالم التكنولوجيا وصراع القوى الاقتصادية المختلفة حول العالم، فمَن يذكر اليابان وأمريكا والصين وغيرهم من الدول، لا يكاد يفارق ذهنه صورة ما حققته تلك الدول في مجال تقنية المعلومات، بدرجة جعلت منهم دولاً رائدة ومتميزة وتحظى بمكانة خاصة في المجتمع الدولي. ولكي تواكب الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تلك الطفرة التقنية المتزايدة، فكان لا بد لها من الدخول إلى هذا المجال وتحقيق بعض النجاحات فيه، أو على أقل تقدير فهم تقنية المعلومات ومجالاتها وكيفية التعامل معها، لأن ذلك يعد الخُطوة الأولى في طريق الدخول إلى عالم التقنية المعلوماتية والتكنولوجية.

 

معنى كلمة تقنية:

   تشير كلمة تقنية المأخوذة من المصدر الصناعي (تِقْن) إلى الأساليب والفنيات المتبعة لإنجاز عمل من الأعمال، أو هي "جملة الوسائل والأساليب والطرائق التي تختص بمهنة أو فنّ" (انظر: أحمد مختار عمر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة تقن)، ولذا فإننا نقول: تقنيّة القصّة، أو تقنية الرِّواية، أو تقنية البناء، ونقصد من ذلك الأساليب والإجراءات المنضبطة والمتبعة في تلك المجالات من أجل إخراج عمل سليم ومكتمل. ولعل هذا هو المعنى اللغوي لكلمة (تقنية) أما المعنى فيشير إلى أن المقصود بها هو الأساليب التكنولوجية والإجراءات المعلوماتية الحديثة المتبعة في علم الصناعة والتجارة وأغلب الأنشطة اليومية التي يقوم بها الإنسان. أو بمعنى آخر أكثر شمولاً: هي تطبيق المعارف والمهارات المختلفة بغرض الحصول على السلع والخدمات وإنتاج البضائع باستخدام الآلات المختلفة.

 

المقصود بتقنية المعلومات:

يمكن تعريف تقنية المعلومات بأنه مصطلح ينطبق على أي صناعة أو خدمة تستعين بالكمبيوتر أو بالشبكات أو أمن المعلومات أو وحدات التخزين والأجهزة الطرفية، وذلك بغرض إنشاء البيانات ومعالجتها وتبادلها بين الجميع. وقد نشأت تقنية المعلومات منذ منتصف القرن العشرين وأصبحت أكثر تطورًا يومًا بعد آخر لدرجة جعلت الإنسان الحديث اليوم لا يستطيع الاستغناء عنها، ولا يمكنه أن يقضي يومه وأعماله من دونها، فقد أصبحت حياتنا اليومية عبارة عن حياة تقنيَّة من الدرجة الأولى.

 

     تخصص تقنية المعلومات:


نتيجة لتطور التكنولوجيا والتقنيات المعلوماتية بشكل كبير، فقد أصبح لها تخصصات كثيرة، وغدت مصدر دخل لكثير من الناس، إذ أصبح لدينا المبرمجون والمصممون، وأيضًا المنتجون للأجهزة الحوسبيَّة، والعاملون في مجال أمن الشبكات وأعمال صيانة الأجهزة. لقد غدا تخصص تقنية المعلومات من التخصصات المطلوبة في عالم الأعمال، ولا يمكن لشركة أو مؤسسة اليوم أن تخلو من وحدة (المعلومات) أو (تقنية المعلومات) أو (أمن الشبكات) وغير ذلك من مسميات عديدة. إن دور مَنْ يقومون بالتخصص في مجال تقنية المعلومات يتجه نحو صيانة أنظمة التشغيل، وتصميم الشبكات، واختيار البرامج التخصصية لمجالات العمل داخل المؤسسات.



ويشتمل تخصص تقنية المعلومات أيضًا على توجيه المشاريع الابتكارية ابتداءً من الفكرة الأساسية وحتى اختبار نجاح ذلك وانتهاءً بالنتيجة الإجمالية في النهاية والكشف عن كفاءة البرامج المقدمة. وعامةً فإن تخصص تقنية المعلومات يشتمل على مجالين أساسيين، الأول تكنولوجيا المعلومات بصفة عامة، والثاني التخصص في مجال إدارة الشبكات والنُظم وإدارة الأمن الإلكتروني للحاسب. ويدرس الطالب المتخصص في مجال تقنية المعلومات مجموعة من المواد الأساسية التي يأتي على رأسها: أولاً: مواد الشبكات الإلكترونية: وهي مواد خاصة بأساسيات الاتصال بين المرسل والمستقبل، وكيفية إنشاء الشبكات التي يتم نقل البيانات عن طريقها (الواير لس مثلاً). وثانيًا: مواد الاتصالات: وتختص بدراسة هندسة الشبكات وآلية الاتصال بين المرسل والمستقبل. وثالثًا: مواد هندسة البرمجيات: وتختص ببناء المشروعات البرمجية المختلفة وكيفية إدارتها من البداية إلى اكتمالها وعملها بشكل مُحكم. ورابعًا: مواد هندسة الكمبيوتر: وتختص بدراسة الأجزاء المادية للحاسب الآلي ومكوناته، مثل: المعالج، واللوحة، ومروحة التبريد، والمعالج... وغير ذلك. وخامسًا: تحليل الأنظمة الكمبيوترية: وتختص بتعلم كيفية تحليل أنواع التكنولوجيا التي يمكنها تحسين الأعمال المؤسسية. وسادسًا: مواد معالجة البيانات: وتختص بآليات معالجة البيانات ومعرفة النظم التي يعمل الحاسب من خلالها.

 

    هل تخصص تقنية المعلومات صعب؟


لا يمكن القول بأن تخصص تقنية المعلومات سهلاً أو صعبًا، فذلك يرجع في أساسه إلى استعداد الدارس، وإلى حبه وإدراكه لأساسيات هذا المجال، ولكن بصفة عامة فهذا المجال مثل غيره من المجالات، إذ به نقاط تحتاج إلى فهم وذكاء وخبرة تُكتسب مع مرور الوقت، وبه أيضًا أجزاء تمثل معلومات عامة قد يعرفها الجميع، كما أن به معلومات متخصصة ودقيقة تحتاج إلى مجهود وافر من الدارس، خاصة الخاصة بالمصطلحات البرمجية، ولغة البرمجة، والهندسة الحاسوبية... وغيرها من الأمور التي سيحتاج الدارس إلى الإلمام بها. وبصفة عامة فهذا المجال ليس صعبًا أو مستحيلاً فهو مثل غيره من التخصصات العلمية التي تحتاج إلى وقت ومجهود من أجل التحصيل واكتساب المعرفة.

 

  امثلة على تقنية المعلومات:


هناك عديد من الأمثلة الدالة على استخدامات تقنية المعلومات، ولعل أبرزها على الإطلاق استخدام التكنولوجيا الحديثة في مدارسنا وبيوتنا ومؤسساتنا ومصانعنا، إن شبكة الإنترنت النت واستخداماتها المختلفة تعد مثالاً واضحًا على تقنية المعلومات. كذلك يمكن أن نرى أثرها في المنتجات الصناعية التي نلمسها بأيدنا كل يوم، حيث إن التكنولوجيا قد تدخلت من أجل إنتاجها وتوفيرها للناس. لقد دخلت تقنية المعلومات حياتنا، وطرقت جميع الأبواب التي وجدتها أمامها، فلم تترك لنا ركنًا أو زاوية لم تدخلها، ابتداءً من الهاتف الذكي، والأجهزة الكهربائية، والأجهزة الحاسوبية، والمنتجات التكنولوجية والخدمات التي تقدم من خلال الوسائل الحديثة... وغير ذلك من أمثلة كثيرة تدخل ضمن نطاق تقنية المعلومات.

 

    مستقبل تخصص تقنية المعلومات:


ما مستقبل تخصص تقنية المعلومات عامةً وفي المملكة العربية السعودية خاصة؟ مما لا شك فيه أن هذا التخصص يعد من التخصصات التي شهدت إقبالاً ملحوظًا في السنوات الماضية، ولا يزال من المجالات المطلوبة حاليًا، نظرًا لاحتياج سوق العمل إليه ولتغير أساليبنا الحياتية من حيث اعتمادها على التكنولوجيا بشكل مفرط. ولكن يجب التنويه أن كل دولة تحتاج إلى نِسب مختلفة من البشر للعمل في تلك المجالات، كما أن هناك تخصصات مطلوبة وأخرى غير مطلوبة، ولذا وجب على الدارسين والمقبلين على هذا المجال أن يقفوا أولاً على حالة سوق العمل في بلدهم، وأن يحددوا المجالات المطلوبة من غيرها قبل الشروع في دراسة هذا التخصص المهم.


وعامةً فإن هناك حاجةً مُلحة لهذا المجال بكل تخصصاته حاليًا في المملكة العربية السعودية، فهي ومنذ سنوات خلت دخلت إلى عصر التكنولوجيا الرقمية والمعلومات التقنية، وقد طبقت هذا في مؤسساتها بشكل دقيق ومحكم، وتحاول – وفق رؤية المملكة 2030 م- أن يزيد من هذا الاتجاه بالشكل وتعمِّق من فوائده في المستقبل. وهناك مجموعة من التخصصات المهمة التي يمكن الإشارة إليها في مجال تقنية المعلومات، وهي: 

أولاً: تخصص أمن الشبكات، وقد باتت مطلوبة اليوم أكثر من ذي قبل نظرًا للهجمات التي تتعرض لها الشبكات بين حين وآخر. 

وثانيًا: البرمجة، وهو تخصص حيوي ومطلوب دائمة لكونه قادر على إتمام عمليات البرمجة ومراقبة عملها ورفع كفاءتها. وثالثًا: الهندسة البرمجية وتصميم الأنظمة، ومن من التخصصات المتنامية يومًا وراء آخر. 

ورابعًا: تخصص الطباعة ثلاثية الأبعاد، وهو واحد من أهم التخصصات حاليًا في مجال تقنية المعلومات، حيث ازداد الطلب في سوق العمل على أفراده.

 وخامسًا: تخصص علم البيانات، وقد أصح رائجًا في السنوات الأخيرة نظرًا لأنه يقوم على عرض البيانات وتحليلها واستخلاص نتيجة مجملة منها تفيد الشركات أو المؤسسات في اتخاذ قرارات حاسمة.

 


تعليقات