القائمة الرئيسية

الصفحات

حول العالم

غاو | ما لا يعرفه كثيرون عن مدينة غاو وعن مشايخها البارزين، بجمهورية مالي

 غاو | ما لا يعرفه كثيرون عن مدينة غاو وعن مشايخها البارزين، بجمهورية مالي




 مدينة غاو ومشايخها جمهورية مالي

مدينة غاو بمنطقة غاو

 غاو إحدى أقاليم جمهورية مالي

   مدينة غاو تعتبر من المدن الإسلامية التي حظيت بعدد من الدعاة الإسلامية في منطقة غاو، وهذه المقالة سوف تقدم نبذة يسيرة عن مدينة غاو وصولا إلى التعريف ببعض المشايخ البارزين فيها ممن لهم دور كبير في منطقة غاو عامة وفي الشؤون الدينية خاصة.

    نبذة عن منطقة غاو

          منطقة غاو تقع في الشمال الشرقي لجمهورية مالي، وتمثل غاو مع كيدال وتمبكتو منطقة شمال مالي التي تمتاز بطبيعتها الصحراوية الجافة، ويعتبر سكان منطقة غاو ومناطق الشمال عموما في أغلبيتهم الساحقة مسلمين يمتازون بتعدد أعراقهم وألوانهم ولغاتهم.

 و يغلب في الشريط المحاذي لضفتي نهر النيجر قومية السونغاي التي تعمل في الزراعة وصيد الأسماك وقومية الفلاتة رعاة البقر وأما المناطق التي تقع في العمق الصحراوي فيغلب فيها العرب والطوارق التجار والرعاة لكن هذا التقسيم لا يسقط على مدينة قاو التي تعتبر القلب الإداري والاقتصادي للمنطقة، فهي تتكون من مزيج من كل هذه الأعراق.

 وتقدر عدد سكانها حوالي خمس مئة ألف ونصف نسمة.

غاو هي عاصمة إمبراطورية سونغاي:

 التي هي آخر الإمبراطوريات الإسلامية الكبرى التي قامت في السودان الغربي، وهي إمبراطورية جاءت وريثة للمملكتين الكبيرتين السابقتين لها:  "إمبراطورية غانا"، و"إمبراطورية مالي".
لقد علم مما ثبت في تاريخ القدماء، من أن منطقة غاوو من بين المناطق الإفريقية التي عرفت الأديان السماوية قبل البعثة النبوية بقرون عديدة.
ومما ذكر السعدي في تاريخ السودان أن فرعون موسى عليه السلام استقدم بعض السحرة من مدينة (كوكيا) التي كانت عاصمة وقتئذ لمملكة سونغاي، وقد آمن بموسى السحرة الذين قدموا من تلك المدينة (كوكيا) التي تقع جنوب شرقي غاوو.
وكانت هناك علاقات تجارية وثيقة تربط المنطقة بمصر وبخاصة في عهد الفراعنة، استمرت تلك العلاقات حتى ظهور الإسلام في مصر. فوصل الإسلام إليهم عن طريق التجار، والقوافل، والفقهاء المتطوعين بإلقاء الدروس، وتحفيظ القرآن الكريم.
ثم بدأت المرحلة الحاسمة في تاريخها حين أسلم أحد ملوكها المسمى ب(زاكسي)، في أوائل القرن الرابع الهجري بعد نقل العاصمة من (كوكيا) إلى مدينة غاوو, ومنذ ذلك التاريخ: وبالتحديد في العهد الأساكي صارت المنطقة مركزا هاما  لنشر الإسلام وتعاليمه حتى صارت لغة الإسلام اللغة الرسمية  في الدوائر الحكومية، واستمرت الحال إلى عهد الاستعمار الأوروبي.
وفي فترة من الفترات برزت الصوفيّة بدور بارز في نشر الإسلام وتعاليمه في المنطقة، ثم ظهر إثر ذلك فرق أخرى في المنطقة.
ومع كثرة الدعاة المتطوعين في منطقة غاو ومن بينهم عدد كبير من المتخرجين في الجامعات العربية، ومع كثرة الجهود المبذولة من بعض العلماء المتمثلة في القيام بتفسير القرآن الكريم في المواسم الرمضانية وغيرها في كل سنة فقد رجحت كفة انتشار السنة المحمدية والمدارس الإسلامية في الآونة الأخيرة في المنطقة، وأصبحت معرفة أبناء المنطقة بتعاليم الإسلام على مستوى لا يستهان به.

بعض الدعاة المشهورين في منطقة غاو:

سعيد محمد سيسي رحمه الله:

 مدير مدرسة الإرشاد الإسلامية بمدينة أنسونغو. وهو ممن بذل جهدا في سبيل الدعوة إلى السنة النبوية الشريفة. وترسيخها والرد على الطرق المضلة.


الشيخ محمد الناصر العلوي:

مؤسس مدرسة السبيل الإسلامي في غاو، وهو أيضا خرج جمعا من الشباب الذين التحقوا بالجامعات وأفادوا واستفادوا، وخاصة معهد الهجر في تنمبكتو، حيث وجد الطلاب في هذه المدرسة تكوينا يؤهلهم بالالتحاق بذلك المعهد فأصبحوا مدرسين موظفين في الحكومة، وقد عرف الشيخ بتمكنه في التاريخ، وكان يقوم بالتفسير في رمضان بمسجد جيلابوغو.

الشيخ موسى حميا ديكو:

مؤسس مدرسة السلفية الإسلامية في غاو، تخرج منها جيل صاروا مدرسي المدراس العربية في المنطقة وخاصة في مدينة غاو، والشيخ ضليع في العلم وخاصة في الكتب اللغوية، كان يسرد النص والمعنى معا، دون يتردد أو أن يعيد التفكير فيه. مجلسه في داره بعد الفجر، وهو بشوش دائما، وما تلقاه إلا وأسنانه باد يبتسم لك.

الشيخ عمر المهدي ميغا:

 خريج جامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية. الرقم الأول في المنطقة لرجال الدين الإسلامي، والمفتي للمنطقة، وله حلقات علمية لكتب الحديث، والفقه، والتفسير.
وله رسائل عدة منها:
1.         وعد الله الصادق لآدم عليه السلام.
2.         دين فطري.
3.         حكم دعاء ختم القرآن للميت .
4.         خلاصة ختم القرآن للميت.       
5.         بيان أخطاء الرقاة والمعالجين.
6.         توضيح الواضح في بيان ترجمة خطبة الجمعة بغير العربية.
7.         الصلح وإيقاف العهود والمواثيق.
8.         ورسائل عدة لتوعية الدعاة، وكلها لم تطبع بعد.
9.    وأهمها أنه يقوم بتفسير القرآن الكريم بلغة السونغاي، ولم يسبق إليه. 

الشيخ موسى صالح توري:

 خريج دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة، وله حلقات علمية موزعة عبر أوقات، وأماكن، ويأتي في المرتبة الثانية في مجال الفتوى في المنطقة. إلا أن تدهور صحته في السنوات الأخيرة حال دون قيامه بنشاطاته الدعوية. أيام كتبت هذا التقرير كان الشيخ على قيد ولكنه في ذمة الله مع  نهاية العام2019م، رحمه الله رحمة واسعة.

الشيخ علي محمد ميغا:

 من خريج المملكة العربية السعودية، وهو عضو المجلس الإسلامي الأعلى في مالي، فرع المنطقة، ومنه استفدت جل هذه المعلومات عن الإسلام في المنطقة. وله جهد كبير في توعية وإرشاد المجتمع، وهو من هيئة كبار العلماء في المنطقة. أيام كتبت هذا التقرير كان الشيخ على قيد ولكنه في ذمة الله مع  نهاية العام2019م، يرحمه الله رحمة واسعة.

الشيح إدريس حنكوك حمزة:

 مدير مركز الملك أسكيا محمد الإسلامي، بمدينة غاو، جمهورية مالي. عضو في المجلس الإسلامي الأعلى، وخريج المملكة العربية السعودية. ويقوم بتنفيذ كثير من المشاريع الخيرية في المنطقة.

الشيخ عثمان صالح:

 خريج دار الحديث الخيرة بمكة المكرمة، وله يد في الفتوى، وهو من أئمة المسجد الجامع للمركز، وله حلقات عليمة، في الفقه والتفسير، والحديث، وخاصة في الفرائض.

الشيخ يعقوب أبوبكر ميغا رحمه الله:

 خرجي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في غاو. ومن كبار هيئة علماء المنطقة. رحمه الله رحمة واسعة

الشيخ إسماعيل زينى توري:

 خريج دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة، ومدرس بالمركز، وهو عضو في الفتوى العام، وله حلقات علمية في الدروس المفيدة من الفقه والحديث والتفسير.

الشيخ عيسى محمد ميغا:

 خريج كلية الدعوة بالمدينة المنورة، والإمام الثاني لمسجد الجامع بمركز الملك أسكيا محمد الإسلامي، وله حلقات قرآنية ودروس قيّمة بالجامع.

الشيخ صالح إسماعيل:

القارئ والمقرئ الحافظ المتقن، وقد شهد له بإتقانه وضبطه للقرآن الكريم، خرج على يديه جيل من الحفاظ المتقنين لكتاب الله. وهو من أعضاء هيئة التدريس بالمركز.

الشيخ الحاضر أريا أبكر:



من مواليد غوندجيندي، حوالي عشرين كيلومترا من مدينة غاو، على الدفة الغربية لنهر النيجر  بتاشاران،(تاشاران غورما) بدأ دراساته الأولية بتلك القرية على يدي والده، ثم سافروا إلى النيجر،  ومن هناك إلى المملكة العربية حيث تخرج من دار الحديث الخيرة بمكة المكرمة، ثم عاد إلى الدولة  مدرسا بالمركز، وكان إنسانا صبورا لين الجانب، وله حلقة تحفيظ في مسجد الكويت، توفي في  حادثة سيارة قرب المركز، حطمته وهو راكب على دراجته آتيا إلى المركز رحمه الله.

والشيخ عبد الكريم محمد (ت2019) رحمه الله:

له باع في الكتب اللغوية(المقامات، الدالية، والمعلقات وغيرها) كنا نذهب إلى داره لحضور  دروسه العلمية، وله مجلس في المسجد الذي كان يؤم فيه وهو مسجد باركاج.

 وعبد الكريم عبده:

عُرف في المركز بمدرس الفرنسية، وهو الذي كان يقدم دروس الفرنسية في جميع الفصول في  البدايات، وله حلقة تحفيظ في مسجد الكويت، وهي حلقتي في التحفيظ، جزاه الله خيرا.
والشيخ موسى أريو، والشيخ عباس عبد الكريم، التحق بالركب-ركب المدرسين في المركز- مؤخرا، والأستاذ زكريا يحيى، هو أيضا كان شابا من بين أسرة هيئة التدريس بالمركز.

والشيخ هارون:

  هو أشيخ القوم-أيام دراستنا، بل ذكر لي أنه كان موجه المعلم على جل المشايخ أيام دراساتهم في  الكتاتيب أي السَّانتارو- ومن  أقدم من تقاعد عن التدريس في المركز لعدم قدرته الجسمية.

والشيخ إسحاق أريو، يرحمه الله:

عرفناه يحكي السيرة النبوية الشريفة، وكان رقيق النفس كثير الدموع، وكان إذا حاول الاستشهاد  بآية من الذكر الحكيم، فلم يقدر على استحضاره بسرعة بكى- الله أكبر-. وغيرهم من الأساتذة  الأجلاء المجاهدين الذين وطدوا السنة النبوية الشريفة على منهج السلف الصالح. و كلهم أو جلهم  من  المتخرجين من المملكة العربية السعودية.

وكلهم يقومون بجهد محمود حيث يدرسون في المركز، و يؤمّون في المساجد والجوامع، مع إلقاء  الدروس المفيدة، وتفسير القرآن الكريم في المواسم الرمضانية، ويجلسون في الحلقات العلمية لطلاب  العلم.

 نسأل الله أن يجزيهم  خير الجزاء وأن يجعل جهودهم في  ميزان الحسنات يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.


وقد تعلم على أيديهم كثير من أبناء المنطقة، ومن غير المنطقة، وأذكر من جاء من الجنوب متعلما، ومن توغو والنيجر فتعلموا العلم من بين يديهم.




عني بجمعه وإعداده:
 د. عمران سعيد ميغا.
 بالتعاون مع الشيخ علي محمد يرحمه الله.


تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

شكرا على تعليقك