القائمة الرئيسية

الصفحات

حول العالم

كلا وكلتا / أ. يعقوب أركيهوصولا أسامة

نقد كتاب (أهم الأخطاء الشائعة اليوم في اللغة العربية)كلا وكلتا

 كلا وكلتا


ورد في ص (68) من كتاب (أهم الأخطاء الشائعة اليوم في اللغة العربية) يخطئ من يقول: "كلا الرجلين حضرا، أو كلتا المرأتين حضرتا، والصواب أن يقول: كلا الرجلين حضر، وكلتا المرأتين حضرت"؛ وذلك لأن كلا وكلتا اسمان مفردان، وليس مثنيين.


ليس علي عدنان بدعا في تخطئة استعمال (كلا، وكلتا) مثنيين، وقد سبقه في ذلك زهدي جار الله صاحب "الكتابة الصحيحة" وهو يخطئ من يقول: "كلاهما عارفان"، وكلاهما يعرفان" والصواب عنده (كلاهما عارف)، و(كلاهما يعرف)، ونرى محمد العدناني في كتابه (معجم الأخطاء الشائعة)، ص 219، يورد كلام الحريري صاحب "درة الغواص" يقولون: 


"كلا الرجلين خرجا، وكلتا المرأتين حضرتا، والاختيار أن يوحد الخبر فيهما، فيقال: كلا الرجلين خرج، وكلتا المرأتين حضرت؛ لأن كلا وكلتا اسمان مفردان، وضعا لتأكيد الاثنين والاثنتين، وليسا في ذاتهما مثنيين، فلهذا وقع الإخبار عنهما كما يخبر عن المفرد، وبهذا نطق القرآن في قوله تعالى: [كلتا الجنتين آتت أكلها] {الكهف: 33}، ولم يقل آتتا، وعليه قول الشاعر:


كـلانا ينـادي يا نزار، وبيننا   
 قنا من قنا الخطّيّ، أو من قنا الهند [1]

وما قاله عدنان علي غير صحيح، إذ وجدنا من أئمة النحاة من أجاز استعمال (كلا وكلتا مثنيين) أمثال ابن هشام الأنصاري في كتابه "المغني"، وهو يقول: " كلا وكلتا: مفردان لفظا، مثنيان معنى مضافان أبدا لفظا ومعنى"[2] وقد أورد إميل يعقوب ما نصه: "أجاز أئمة النحاة في (كلا) و(كلتا) مراعاة لفظهما في الإفراد، وهو الأفصح، ومراعاة معناهما وهو قليل، مستشهدا بقول الأسود بن يعفر:


إن المنية والحتوف كلاهما
 يوفي المخارم يرقبان سوادي [3]


وقد ذهب عباس حسن إلى ما ذهب إليه ابن هشام ويقول في كتابه (النحو الوافي) ما نصه: "هذا، ولفظهما مفرد، مع أن معناهما مثنى؛ فيجوز في الضمير العائد عليهما مباشرة، وفي الإشارة، وفي الخبر، ونحوه، أن يكون مفردا، وأن يكون مثنى، نقول:

 (كلا الرجلين سافر، أو سافرا، و(كلا الطالبين أديب أو أديبان) و(كلتا الفتاتين سافرت، أو سافرتا)، وكلتاهما أديبة، أو أديبتان) والأكثر مراعاة اللفظ".[4] مع أن محمد العدناني نفسه ذكر في صفحة 220، بعد ما سرد كلام الحريري أن أئمة النحاة يرون في كلا وكلتا ما خلاصته: (1) يجوز في كلا  وكلتا مراعاة لفظهما في الإفراد...ومراعاة معناهما..."[5]


ويقول أبو أوس الشمسان: " والإخبار بالمفرد عن (كلا) ليس نظرا إلى أن لفظه مفرد بل لأن المراد كلّ واحد منهما"[6] وتابع كلامه قائلا: "...إذ المعنى هو المهم في تكوين التراكيب، فإن اقتضى المعنى الالتفات إلى الإفراد أخبر بالإفراد، وإن اقتضى المعنى الالتفات إلى التثنية أخبر بالمثنى"[7]


فلو قال صاحبنا إن مراعاة اللفظ في (كلا وكلتا) أفصح لكان أفضل وأحسن من تخطئة ما ليس خطأ؛ لأن كون أحد الشيئين أفصح لا ينفي فصاحة الآخر.




أ. يعقوب أركيهوصولا أسامة
جامعة الملك سعود

-----------------------------------------------------------------------------------------

[1] العدناني، محمد، معجم الأخطاء الشائعة، بيروت: مكتبة لبنان، 1978م، ص219.
[2] ابن هشام الأنصاري، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، دار الكتاب العربي، ج1، 204.
[3] إميل يعقوب، معجم الخطأ والصواب (في اللغة)، بيروت: دار العلم للملايين، ط1، 1986م، ص235.
[4] عباس حسن، النحو الوافي (مع ربطه بالأساليب الرفيعة، والحياة اللغوية المتجددة)، دار المعارف بمصر، القاهرة،  ج1، ط5، ص124-125.  [5] محمد العدناني، المرجع السابق، ص220. [6][6] أبو أوس إبراهيم الشمسان، مداخلات لغوية، http://www.al-jazirah.com/2013/20130829/cu12.htm يوم الأربعاء، 26/كانون الأول/2018 م. وقت الاسترجاع04:33 مساء.  [7] المرجع نفسه.

تعليقات