القائمة الرئيسية

الصفحات

حول العالم

قراءة القرآن بالألحان " المقامات"

القرآن بالألحان، المقامات


        قال الشيخ منصور البهوتي رحمه الله في « كشاف القناع » : (وكره أحمد) والأصحاب (قراءة الألحان وقال هي بدعة) لما روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر في أشراط الساعة (( أن يتخذ القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم غناء )) ولأن الإعجاز في لفظ القرآن ونظمه والألحان تغيره (فإن حصل معها) أي الألحان (تغير - نظم القرآن وجعل الحركات حروفا حرم) ذلك (وقال الشيخ: التلحين الذي يشبه الغناء مكروه ولا يكره الترجيع) وتحسين القراءة، بل ذلك مستحب لحديث أبي هريرة «ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به» رواه البخاري «وقال - صلى الله عليه وسلم - زينوا القرآن بأصواتكم» وقال «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» قال طائفة، معناه تحسين قراءته والترنم ورفع صوته بها وقال أبو عبيدة وجماعة يستغني به. انتهى
[ ويأتي توجيه النصوص في كلام ابن القيم الآتي ذكره ]وفي ( طبقات الحنابلة 1/57 ) : سئل الإمام أحمد عن قراءة القرآن بالألحان فقال: بدعة لا تُسمع .وفيه ( 1/67 ) : قال الأثرم : سألت أبا عبد الله ( الإمام أحمد ) عن القراءة بالألحان فقال: كل شيء محدث فإنه لا يعجبنى إلا أن يكون صوت الرجل لا يتكلفه.وفيه أيضا ( 1/183 ) : قال عبدالله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي وسئل عن القراءة بالألحان فقال: محدث. قال الشيخ تقي الدين رحمه الله في ((الإستقامة)) :« ومع هذا فلا يسوغ أن يقرأ القرآن بألحان الغناء ولا أن يقرن به من الألحان ما يقرن بالغناء من الآلات وغيره » (1/ 246 )قال الإمام ابن رجب رحمه الله في « نزهة الأسماع في مسألة السماع » :قراءة القرآن بالألحان، بأصوات الغناء وأوزانه وإيقاعاته، على طريقة أصحاب الموسيقى، فرخص فيه بعض المتقدمين إذا قصد الاستعانة على إيصال معاني القرآن إلى القلوب للتحزين، والتشويق، والتخويف، والترقيق.وأنكر ذلك أكثر العلماء، ومنهم من حكاه إجماعاً ولم يثبت فيه نزاعاً، منهم أبو عبيد وغيره من الأئمة.وفي الحقيقة هذه الألحان المبتدعة المطربة تهيج الطباع، وتلهي عن تدبّر ما يحصل له من الاستماع حتى يصير التلذذ بمجرد سماع النغمات الموزونة والأصوات المطربة، وذلك يمنع المقصود من تدبر معاني القرآن.((وإنما وردت السنة بتحسين الصوت بالقرآن، لا بقراءة الألحان، وبينهما بون بعيد)) . اهـ•
وقد أجاد العلامة ابن القيّم وأفاد، فقال رحمه الله في زاد المعاد (1/482) :وفصل النزاع = أن يقال : التطريب والتغنِّي على وجهين :أحدهما : ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم، بل إذا خُلّي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب والتلحين، فذلك جائز، وإن أعان طبيعتَه بفضلِ تزيين وتحسين [ فجائز أيضاً ]، كما قال أبو موسى الأشعري للنبي ﷺ : (( لَو علمتُ أنّكَ تَسمَع لَحَبَّرْتُه لَكَ تحبِيراً)) والحزين ومَن هاجه الطرب، والحبُ والشوق لا يملك من نفسه دفعَ التحزين والتطريب في القراءة، ولكن النفوسَ تقبلُه وتستحليه لموافقته الطبع، وعدم التكلف والتصنع فيه، فهو مطبوع لا متطبِّع، وكَلفٌ لا متكلَف، فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه، وهو التغني الممدوح المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي والسامعُ، وعلى هذا الوجه تُحمل أدلة أرباب هذا القول كلها.الوجه الثاني : ما كان من ذلك صناعةً من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصُل إلا بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن، كما يتعلم أصوات الغِناء بأنواع الألحان البسيطة، والمركبة على إيقاعات مخصوصة، وأوزانٍ مخترعة، لا تحصل إلا بالتعلُم والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلفُ، وعابوها، وذمّوها، ومنعوا القراءةَ بها، وأنكروا على من قرأ بها، وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه، وبهذا التفصيل يزول الاشتباهُ، ويتبين الصوابُ من غيره، وكلُّ من له علم بأحوال السلف، يعلم قطعاً أنهم بُرآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة، التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى للّه من أن يقرؤوا بها، ويُسوّغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون أصواتَهم بالقرآن، ويقرؤونه بِشجىً تارة، وبِطَربِ تارة، وبِشوْق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع اللّه لمن قرأ به، وقال : (( لَيْسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقرآنِ )) وفيه وجهان : أحدهما : أنه إخبار بالواقع الذي كلُّنا نفعله [ أي: نتغنى كلنا بالقرآن ] والثاني : أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم. [أي: الذي لم يتغن بالقرآن خالف هدي النبي ﷺ]
قال الشيخ منصور البهوتي رحمه الله في « كشاف القناع » : (وكره أحمد) والأصحاب (قراءة الألحان وقال هي بدعة) لما روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر في أشراط الساعة (( أن يتخذ القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم غناء )) ولأن الإعجاز في لفظ القرآن ونظمه والألحان تغيره (فإن حصل معها) أي الألحان (تغير - نظم القرآن وجعل الحركات حروفا حرم) ذلك (وقال الشيخ: التلحين الذي يشبه الغناء مكروه ولا يكره الترجيع) وتحسين القراءة، بل ذلك مستحب لحديث أبي هريرة «ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به» رواه البخاري «وقال - صلى الله عليه وسلم - زينوا القرآن بأصواتكم» وقال «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» قال طائفة، معناه تحسين قراءته والترنم ورفع صوته بها وقال أبو عبيدة وجماعة يستغني به. انتهى
[ ويأتي توجيه النصوص في كلام ابن القيم الآتي ذكره ]
وفي ( طبقات الحنابلة 1/57 ) : سئل الإمام أحمد عن قراءة القرآن بالألحان فقال: بدعة لا تُسمع .
وفيه ( 1/67 ) : قال الأثرم : سألت أبا عبد الله ( الإمام أحمد ) عن القراءة بالألحان فقال: كل شيء محدث فإنه لا يعجبنى إلا أن يكون صوت الرجل لا يتكلفه.
وفيه أيضا ( 1/183 ) : قال عبدالله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي وسئل عن القراءة بالألحان فقال: محدث.
قال الشيخ تقي الدين رحمه الله في ((الإستقامة)) : « ومع هذا فلا يسوغ أن يقرأ القرآن بألحان الغناء ولا أن يقرن به من الألحان ما يقرن بالغناء من الآلات وغيره » (1/ 246 )
قال الإمام ابن رجب رحمه الله في « نزهة الأسماع في مسألة السماع » : قراءة القرآن بالألحان، بأصوات الغناء وأوزانه وإيقاعاته، على طريقة أصحاب الموسيقى، فرخص فيه بعض المتقدمين إذا قصد الاستعانة على إيصال معاني القرآن إلى القلوب للتحزين، والتشويق، والتخويف، والترقيق.
وأنكر ذلك أكثر العلماء، ومنهم من حكاه إجماعاً ولم يثبت فيه نزاعاً، منهم أبو عبيد وغيره من الأئمة.
وفي الحقيقة هذه الألحان المبتدعة المطربة تهيج الطباع، وتلهي عن تدبّر ما يحصل له من الاستماع حتى يصير التلذذ بمجرد سماع النغمات الموزونة والأصوات المطربة، وذلك يمنع المقصود من تدبر معاني القرآن.
((وإنما وردت السنة بتحسين الصوت بالقرآن، لا بقراءة الألحان، وبينهما بون بعيد)) . اهـ
وقد أجاد العلامة ابن القيّم وأفاد، فقال رحمه الله في زاد المعاد (1/482) : وفصل النزاع = أن يقال : التطريب والتغنِّي على وجهين : أحدهما : ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم، بل إذا خُلّي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب والتلحين، فذلك جائز، وإن أعان طبيعتَه بفضلِ تزيين وتحسين [ فجائز أيضاً ]، كما قال أبو موسى الأشعري للنبي ﷺ : (( لَو علمتُ أنّكَ تَسمَع لَحَبَّرْتُه لَكَ تحبِيراً)) والحزين ومَن هاجه الطرب، والحبُ والشوق لا يملك من نفسه دفعَ التحزين والتطريب في القراءة، ولكن النفوسَ تقبلُه وتستحليه لموافقته الطبع، وعدم التكلف والتصنع فيه، فهو مطبوع لا متطبِّع، وكَلفٌ لا متكلَف، فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه، وهو التغني الممدوح المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي والسامعُ، وعلى هذا الوجه تُحمل أدلة أرباب هذا القول كلها.
الوجه الثاني : ما كان من ذلك صناعةً من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصُل إلا بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن، كما يتعلم أصوات الغِناء بأنواع الألحان البسيطة، والمركبة على إيقاعات مخصوصة، وأوزانٍ مخترعة، لا تحصل إلا بالتعلُم والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلفُ، وعابوها، وذمّوها، ومنعوا القراءةَ بها، وأنكروا على من قرأ بها، وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه، وبهذا التفصيل يزول الاشتباهُ، ويتبين الصوابُ من غيره، وكلُّ من له علم بأحوال السلف، يعلم قطعاً أنهم بُرآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة، التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى للّه من أن يقرؤوا بها، ويُسوّغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون أصواتَهم بالقرآن، ويقرؤونه بِشجىً تارة، وبِطَربِ تارة، وبِشوْق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع اللّه لمن قرأ به، وقال :  (( لَيْسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقرآنِ )) وفيه وجهان : أحدهما : أنه إخبار بالواقع الذي كلُّنا نفعله [ أي: نتغنى كلنا بالقرآن ] والثاني : أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم. [أي: الذي لم يتغن بالقرآن خالف هدي النبي ﷺ].

انت الان في اخر مقال

تعليقات