القائمة الرئيسية

الصفحات

حول العالم

التكنولوجيا الحديثة وحقائق عنها لا يعرفها الكثيرون

التكنولوجيا الحديثة

التكنولوجيا الحديثة 

تشكل التكنولوجيا الحديثة اليوم أغلب ما نقوم به في حياتنا اليومية، ابتداء من الهاتف الذي نحمله، والسيارة التي نركبها، وصولاً إلى الحاسب الآلي الذي نستخدمه في إنجاز أعمالنا، وامتدادًا إلى أجواء الفضاء حيث الأقمار الاصطناعية.. 

لقد أصبحنا وسط مضخة كبيرة من التفاعل التكنولوجي، ولم نعد قادرين على تخطيه أو التخلي عنه، وأصبح المعيار الوحيد الذي نحكم به على أنفسنا ماثلاً في أن نعي كيفية استخدامها بالشكل الأمثل، وكيف نعظّم الاستفادة منها قدر المستطاع.

 1.     تعريف التكنولوجيا الحديثة: 

    
     كلمة التكنولوجيا هي يونانية الأصل، وهي مكونة من مقطعين؛ الأول (تكنو) ويعني فنًا أو (مهارة) أو (حرفة) أو (أداء). أما المقطع الثاني (لوجيا) فيعني دراسة أو علم. ومن هنا فإن الكلمة تعني حرفيًا (علم القدرة على التطبيق أو الأداء)، والتكنولوجيا في مفهومها البسيط هي مصدر المعرفة التي تستهدف صناعة الأدوات، والقيام بالمعالجات، واستخراج المواد واستعمالها بشكل دقيق. والحقيقة التي لا بد من ذكرها هنا أن مصطلح التكنولوجيا يعد واسعًا للغاية ويتباين الناس في فهمهم لها، لذا فإن البعض يفضل تعريفها بأنها كل المنتجات والسلع والأدوات والمعالجات التي تستخدم من أجل تبسيط الحياة اليومية.

أما المصطلح معًا (التكنولوجيا الحديثة)، فإنه يشير إلى القدرات العلمية التطبيقية التي ظهرت في العصر الحديث ابتداءً من نهايات القرن الثامن عشر الميلادي، من أدوات وتقنيات، ومع أحدثته تلك المخترعات الحديثة من ثورة تكنولوجية واسعة الانتشار.

 2.     متى ظهرت التكنولوجيا: 

  ارتبط ظهور التكنولوجيا بالحاجة الملحة الكامنة وراءها، فمثلاً كان الظهور الأول لمصطلح تكنولوجيا المعلومات في سبعينيات القرن العشرين، نظرًا لاستخدام أجهزة الكمبيوتر في الشركات التجارية. لكن كان هذا بالنسبة لتكنولوجيا المعلومات ورصد البيانات، أما على صعيد ظهور التكنولوجيا إجمالاً فإننا نجد أن بدايتها الحقيقية كانت مع نهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، حيث تم اختراع المصباح الكهربائي، ومن قبله خطوط التلغراف، وظهر شكل من أشكال المراسلات من خلال الهاتف بعد ذلك.

 ثم جاء القرن العشرون ليشهد الانطلاقة الكبرى للتكنولوجيا، فانطلقت في الفضاء الأقمار الاصطناعية، وتم صناعة الطائرات والصواريخ، وتعددت وسائل الاتصالات وأصبح العالم قرية صغيرة مُعولمة.

  3.  أنواع التكنولوجيا : 

دخلت التكنولوجيا في كل شيء تقريبًا، لذا فإن أنواعها متعددة وذلك حسب الغرض منها، لذا نذكر هنا بعضًا منها:

·     تكنولوجيا الشبكات والمعلومات: وهي تكنولوجية تختص بجانب شبكات الإنترنت، وما يترتب عليها من مستحدثات وبيانات وبرامج ومعالجات حديثة.

·     تكنولوجيا الفضاء: وهي تختص بكل ما يدور في الفضاء من أبحاث واختراعات وأقمار صناعية.

·     تكنولوجيا الطاقة: وهي تبحث في الطاقة المتجددة وغير المتجددة وسبل الحصول عليهما.

·     وتكنولوجيا الاستشعار: وهي تكنولوجيا حديثة للغاية وتستخدم لقياس سرعة الرياح والضغط والحرارة، وغير ذلك من عوامل بيئية كثيرة، ولعل الطائرات تعد من أهم الوسائل التي تعتمد عليها في تزويدها بالمعلومات في أثناء الطيران.

·     تكنولوجيا النقل: وذلك بما تشتمل عليه من أجهزة حديثة في النقل جعلت السيارات والقطارات تحل محل العربات، والطائرات أصبحت الوسيلة الدولية الأولى لنقل الركاب.

·     التكنولوجيا الطبية: وذلك بما اشتملت عليه من تطوير الأدوات والأجهزة للمساعدة في فحص المريض وتشخيص المريض.

·   تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي: بحيث طور العلماء أجهزة قادرة على محاكاة البشر والتصرف بالشكل ذاته والتفكير بأسلوب ذكي مدروس، وقد أمكن استخدام تلك الأجهزة في المصانع العملاقة لتوفير العمالة والتكلفة. كما أنها تساهم في مجالات العلوم المختلفة.

4.     أهمية التكنولوجيا في حياتنا :

    للتكنولوجيا في حياتنا الكثير من الفوائد المهمة، ويكفي أننا لا نستطيع الحياة دون وجودها، فقد اعتدنا عليها بشكل كبير في كل كبيرة وصغيرة.

     لقد أسهمت التكنولوجيا في نجاح عمليات التواصل وتسهيلها بين البشر، وجعلت العالم أشبه ما يكون بقرية صغيرة. 

   كما أنها أسهمت في حدوث ثورة علمية ومعرفية في العلوم كافة، وذلك نظرًا لكثرة الاختراعات والإنجازات التكنولوجية التي حصل عليها العالم في السنوات القليلة الماضية.

    إضافة إلى ما قامت به التكنولوجيا الحديثة من تقديم الحلول للكثير من المشاكل البشرية، وذلك في مجالات كثيرة مختلفة مثل الطب، والنقل، والتعليم، وغيرها الكثير.

  أما الاستفادة القصوى للتكنولوجيا فكانت في مجال الأعمال، فقد رفعت من كفاءة العمل وزادت في الإنتاجية، ووفرت الوقت والمال على الشركات والمؤسسات، كما سهلت عملية التو أنها تؤثر على الروابط الاجتماعية وتؤدي إلى تبلد المشاعر بين الناس، فالذي يعتمد عليها باستمرار قد لا يكون قادرًا أو لديه الوقت للاهتمام بالجانب الاجتماعي، فيصبح معزولاً عن الآخرين، مما يجعل المجتمع غير متماسك، وتنتشر فيه حالة من التبلد في المشاعر، فلا أحد يكلم أحدًا، وتصبح الصورة الذهنية عند البعض مرتبطة بما يراه أمامه عبر الأجهزة والشاشات، وليس من خلال وعيه بالواقع.

·   التأثير السلبي على الصحة، إذا يمكن للاستخدام الدائم لجهاز الكمبيوتر أن يتسبب في حدوث مشاكل في العين، أو تشنجات في العضلات، أو ألم في فقرات العنق نتيجة الضغط المستمر عليها باستمرار، إضافة إلى الأمراض الناتجة عن الجلوس الدائم وعدم بذل نشاط بدني كاف.

· التأثير السلبي على الذاكرة: إذ وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يستخدمون الحاسب باستمرار تكون ذاكرتهم ضعيفة مقارنة بمن لا يستخدمونه، كونهم يعتمدون على عقولهم بدلاً من الحاسب الآلي.

·  التلوث وإضاعة الوقت: يؤدي الاستخدام المفرط في بعض الأجهزة التكنولوجية إلى انتشار الأبخرة الضارة للبيئة، وخاصة السيارات، ومداخن المصانع، والمخلفات الطبية... إضافة إلى هدر الوقت في أمور غير منتجة في أوقات كثيرة جدًّا.

 6.     سلبيات التكنولوجيا في مجال التعليم : 


   يعد مجال التعليم من المجالات التي سعت التكنولوجيا إلى تطويرها، والعمل على زيادة إنتاجيتها، ولكن رغم ذلك هناك بعض السلبيات الظاهرة في استخدام التكنولوجيا في التعليم، وأهم تلك السلبيات هي:

·  تعد التكنولوجيا في مجال التعليم من الأمور التي تسبب التشويش والإلهاء وفقدان مهاراتهم الأساسية، لكون الطلاب جميعًا يمتلكون أجهزة لوحية حديثة، فتؤدي إلى إخراجهم عن بيئة التعلم التي هي فضاء البحث عن الموضوعات وإضاعة الوقت.

·  التأثير السلبي الناتج عن اندثار بعض الوسائل التعليمية الورقية، بما لها من فوائد عدة، أبرزها الكتابة والتعبير عن الذات، وهي وسائل وإن كانت قديمة فإنها ذات فائدة على المدى الطويل، إذ إنها تحفز النواحي الإبداعية عند الطالب.

·  تسهل التكنولوجيا الحديثة الوصول إلى العديد من الملفات والوسائط، ويمكن أن يكون بعض تلك الملفات منافيًا للأخلاق والآداب العامة، مما يشكل مصدر قلق وتوتر لدى الطالب، ويجعله يهمل العملية التعليمية وينجرف إلى طرق أخرى مهلكة.

·  وجود أجهزة حديثة في أيدي الطلاب إلى زيادة البحث والتنقيب والانشغال بها عن البيئة التعليمية، مما يؤدي إلى مشكلتين:

 الأولى: انعدام المشاركة الفعالة للطالب في الأنشطة المدرسية واهتمامه بالمحيطين به، مما يولد لديه انهزامية مفرطة ويسقط في أي موقف يتعرض له، ولا يجد من الخبرة الكافية مما يؤهله لتجاوز الصعوبات، وأحيانًا يصاب الطالب بالعزلة الاجتماعية والانطواء والتقوقع على ذاته. 

والثانية: ضياع الوقت في أمور لا تعد ذا بال، بما يؤثر على الطالب سلبًا ويجعله يتراجع علميًّا مع مرور الوقت.


تعليقات