القائمة الرئيسية

الصفحات

حول العالم

الأفعال الخمسة والأسماء الخمسة في النحو العربي

الأفعال الخمسة والأسماء الخمسة

شرح الأفعال الخمسة والأسماء الخمسة

     إن الأفعال الخمسة والأسماء الخمسة من الموضوعات النحوية التي تصعب فهما على أغلب الطلاب ويختلط قواعدها لدى بعض الطلاب المبتدئين وربما حتى المتوسطين أو حتى في مرحلة الثانوية إن لم تكن المرحلة الجامعية، فالأفعال الخمسة أو الأسماء الخمسة لا بد للطالب أن يفهم قواعد جيدا ثم يحفظها، ولا يفع مجرد الحفظ، لأن قواعد النحو أشبهت بالرياضيات التي لا بد من فهم قواعدها وليس مجرد حفظ، وفي هذه المقالة سوف نحاول بسط الكلام في الأفعال الخمسة والأسماء الخمسة، وسنبدأ بالأفعال الخمسة أولا ثم نختم بالأسماء الخمسة، وذلك بالشرح والتمثيل رغبة في التوضيح:

الأفعال الخمسة والأسماء الخمسة:


أولا: الأفعال الخمسة
        من الجيد أن نبدأ بتوضيح ما يتكون منه الأفعال الخمسة وهو الفعل المضارع،
والفعل المضارع هو الفعل الذي يدلّ على حدوث فعل في الزمن الحاضر أو المستقبل، ويكون دائماً مبدوء بأحد أحرف المضارَعة المجموعة في كلمة (نأتي)، وهي نون المضارَعة، وهمزة المضارَعة، وتاء المضارعَة، وياء المضارعة، مثل: نخرجُ، أخرجُ، تخرجُ، يخرجُ.

وهناك علامات للفعل المضارع وهي علامات تدلّ عليه بالإضافة إلى تقدير زمنه الحاضر أو المستقبل، فهو يقبل دخول:
·       حروف النصب، وهي: أن، لن، كي، لام التعليل، حتّى، مثل: لن يعلمَ، أو سأل ليفهمَ والإعراب:

لن: حرف نصب، (يعلمَ): فعل مضارع منصوب بحرف النصب (لن)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل: ضمير مستتر تقديره هو.
ليفهم: اللام: لام التعليل، يفهم: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام التعليل، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو.

·       حروف الجزم، وهي: لم، لمّا، لا الناهية، لام الأمر، مثل: لا تبتعدْ، والإعراب:

تبتعدْ: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره، والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنتَ.


السين الدالة على المستقبل أو سوف، مثل: سنقرأُ، سوف يسافران.





   تعريف الأفعال الخمسة

الأفعال الخمسة هي كل فعل مضارع اتصل به ألف الاثنين أو ياء مخاطبة أو واو جماعة.
 أي أفعال مضارعة تتّصل بألف الاثنين للغائبَين (يذهبان) أو المخاطبَين (تذهبان)، أو واو جماعة الغائبين (يذهبون) أو المخاطبين (تذهبون)، أو ياء المخاطبة (تذهبين)، وخلاصة المعنى أنّها أفعال مضارعة تأتي على خمسة أوزان، هي:
     1- يَفْعلانِ: اتّصل الفعل المضارع بألف الاثنين للغائبين، مثل: اللاعبان يعلنان النصر؛ فالفعل (يعلنان) على وزن يفعلان.
       2-  تَفْعلانِ: اتّصل الفعل المضارع بألف الاثنين للمخاطبين أو المخاطبتين، مثل: هل ستخرجان إلى العمل باكراً؟ والفعل (تخرجان) على وزن تفعلانِ.
      3-  يَفْعلونَ: اتّصل الفعل المضارع بواو جماعة الغائبين، مثل: المعلمون يعملون بإخلاص، والفعل (يعملون) فعل مضارع على وزن يفعلون.
      4-  تَفْعلونَ: اتّصل الفعل المضارع بواو جماعة المخاطبين، مثل: أنتم تحافظون على الأمانة، والفعل (تحافظون) فعل مضارع على وزن تفعلون.
   5-  تَفْعلينَ: اتّصل الفعل المضارع بياء المخاطبة، مثل: هل تقومين بواجبك؟ الفعل (تقومين) فعل مضارع على وزن تفعلين، اتصل بياء المخاطبة.




والخلاصة أن الأفعال الخمسة يجوز أن تقول هي: يفعلان وتفعلان ويفعلون وتفعلون وتفعلين، ويجوز أن تقول: كل مضارع اتصل به ألف اثنين أو واو جماعة أو ياء مخاطبة([1])، ويمكن أن نعددها خمسا مادام هي تسمى (الأفعال الخمسة) كالتالي من فعل ذهب :

الأول
الثاني
الثالث
الرابع
الخامس
يذهبان
تذهبان
تذهبون
يذهبون
تذهبين


إعراب الأفعال الخمسة


  إنّ الأفعال الخمسة أفعال مُعرَبة؛ أي ترد في حالاتها الإعرابيّة الثلاثة من رفع، ونصب، وجزم، وهذا يعني أن الأفعال الخمسة تُرفَعُ بالنون وتُنصَبُ وتُجزَمُ بحذفها ([2]) وفيما يأتي بيان حالات إعرابها:

    ·     الرفع: تُرفَع الأفعال الخمسة بثبوت النون، وقد جُعِلت النون علامةً للرفع لأنّ الثبوت أحقّ، ومثال ذلك: الأبوان يعرفانِ واجبهما جيّداً، والإعراب:

يعرفانِ: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنّه من الأفعال الخمسة، والألف: ألف الاثنين، ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل.
    ·  النصب: تُنصَب الأفعال الخمسة بحذف حرف النون، ومثال ذلك: يجب أن تحافظي على النظافة، والإعراب:
تحافظي: فعل مضارع منصوب بـ (أن)، وعلامة نصبه حذف النّون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والياء: ياء المخاطبة، ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل.
     ·    الجزم: تُجزَم الأفعال الخمسة بحذف حرف النون، مثل: لا تخونوا الأمانة، والإعراب:
 تخونوا: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وعلامة جزمه حذف حرف النون؛ لأنّه من الأفعال الخمسة، والواو: واو الجماعة، ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

وممّا سبق يتبيّن أنّ علامتي إعراب الأفعال الخمسة، هما: ثبوت النون: في حالة الرفع. حذف النون: في حالتَي النّصب والجزم


أحكام تتعلّق بنون الأفعال الخمسة

  النون في الأفعال الخمسة علامة إعراب، وتأتي هذه النون مفتوحةً عند اتصال الفعل المضارع بواو الجماعة أو ياء المخاطبة (يفعلونَ، تفعلينَ)؛ لمشابهتها لنون جمع المذكر السالم كما في (موظّفينَ)؛ حيث إنّ الضّميرين واو الجماعة وياء المخاطبة هما الفاعلان، ولا يجوز أن يكون الضمير علامة إعراب؛ فزيدت النون ليكون ثبوتها علامة رفع الأفعال الخمسة، وحذفها علامة نصب وجزم، أمّا عند اتصال الفعل المضارع بألف الاثنين، فإنّ نون الأفعال الخمسة تكون مكسورةً (يفعلانِ)؛ لمشابهتها لنون المثنى كما في (مهندسانِ).

وقد يدخل على هذه الأفعال ما يؤكّدها، مثل نون التوكيد الثقيلة (المشدّدة) أو الخفيفة، وفيما يأتي بعض الأحكام أو الفوائد المتعلقة بنون الأفعال الخمسة:


·     يجدر بالذِّكر هنا أنّ نون التوكيد الخفيفة لا تأتي غالباً مع الأفعال الخمسة، أمّا في حالة إضافة نون التوكيد الثقيلة (المشدّدة) إلى الفعل المضارع المتّصل بألف الاثنين، فإنّ النون تُحذَف، وتُشدَّدُ النون بعد ألف الاثنين كما في الفعل (يفهمانِّ)؛ وذلك لالتقاء نون الأفعال الخمسة ونون التوكيد الثقيلة، وهي عبارة عن حرف ساكن وآخر متحرك، وذلك كي لا تجتمع ثلاثة أحرف متماثلة وزائدة، فحُذِفت نون الرفع، ويُعرَب   الفعل:

يفهمانِّ: فعل مضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي النونات، والألف: ألف الاثنين، ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، ونون التوكيد الثقيلة: حرف مبنيّ على الكسر، لا محلّ له من الإعراب.

·    عند توكيد الفعل المضارع المتصل بواو الجماعة ثمّ بِنون التوكيد المشدّدة، فإنّ نون الأفعال الخمسة تُحذَف فيلتقي ساكن بساكن، وهما واو الجماعة الساكنة والنون الأولى الساكنة من النون المشدّدة، ومنعاً لالتقاء الساكنين تُحذَف واو الجماعة لأنّ الضمة قبلها تدلّ عليها، ولا استغناء عن النون المشدّدة لتحقيق معنى التوكيد بها، ومثال ذلك: إسناد نون التوكيد إلى الفعل يكتبون، ليصبح بعد إضافة نون التوكيد المشددة  وحذف واو الجماعة فيصبح الفعل يكتبُنَّ، وكذلك الأمر نفسه عند توكيد الفعل المضارع المتصل بياء المخاطبة ثمّ بنون التوكيد المشدّدة، ومثال الفعل المضارع المُسنَد إلى ياء المخاطبة موكَّداً بالنون المشددة: أتكتبِنَّ كلَّ ما تسمعين في الدرس؟

·   إذا كان الفعل المضارع معتل الآخر بالألف، مثل: يخشى، واتّصل بألف الاثنين، فيجب قلب الألف إلى ياء مفتوحة، مثل: هما يخشيَانِ اللهَ، وعند التوكيد بالنون المشدّدة فإن نون الرفع تُحذَف وتبقى نون التوكيد المشددة مكسورةً، مثل: هما يخشيَانِّ اللهَ، وهنا يُعرَب الفعل:

يخشيانِّ: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه النون المحذوفة، والألف: ألف الاثنين، ضمير متصل مبنيّ في محل رفع فاعل، والنون: نون التوكيد المشدّدة، لا محل لها من الإعراب.

·    إذا كان الفعل المضارع معتل الآخر بالألف، مثل: يخشى، واتّصل الفعل بواو الجماعة فإنّ ألفه تُحذَف فيُصبح الفعل تخشَون، وعند إضافة نون التوكيد الثقيلة يُصبح الفعل تخشَونَنَّ، فتُحذَف نون الأفعال الخمسة لتوالي النونات، فيلتقي الساكنان الواو وأول نون في نون التوكيد المشدّدة، ولاستحالة الاستغناء عن أحدهما يتمّ تحريك واو الجماعة بحركة مناسبة لها، وهي الضمة، فيُصبح الفعل تخشَوُنَّ.

·     إذا كان الفعل المضارع معتل الآخر بالواو، مثل: تلهو، وأُسنِد إلى ألف الاثنين، فيجب تحريك الواو بالفتحة لتناسب الألف، مثل: هما تلهُوَانِ، وعند التوكيد تُحذَف نون الرفع لتوالي النونات، وتُكسَر نون التوكيد المشدّدة، فيصبح الفعل تلهوَانِّ، وإذا أُسند إلى واو الجماعة دون نون التوكيد يلهوونَ، فإنّ واو الجماعة تبقى، وتُحذَف واو العلة ليصبح الفعل يلهُونَ.

·       إذا أُسنِد الفعل المضارع معتلّ الآخر بالواو، مثل: تدعو، إلى ياء المخاطبة تدعُوين، فإنّ حرف العلة الواو يُحذَف وتُقلَب الضمة إلى كسرة لتناسب الياء، ليصبح الفعل تدعِينَ، وعند التوكيد يُصبح الفعل: تدعِنَّ؛ لحذف نون الأفعال الخمسة لتوالي حروف النون، ثمّ حذف الياء لمنع التقاء الساكنين.

إذا أضيف الفعل المضارع معتل الآخر بالياء والمُسنَد إلى ألف الاثنين إلى نون التوكيد المشدّدة، تُحذَف نون الرفع وتُكسَر النون المشدّدة، مثل: تمشيانِّ، أمّا مع واو الجماعة فيُصبح تمشُنّ، ومع ياء المخاطبة يُصبح تمشِنَّ.


***

 ثانيا: الأسماء الخمسة


الأسماء الخمسة
ما هي الأسماء الخمسة الأسماءُ الخمسة في اللغة العربية هي أب، أخ ، حم، فو، ذو، أو  (وهي: أبوك وأخوك وحموك وفوك وذو مالٍ) وقد زاد بعض اللغويين عليهم اسماً سادساً وهو -هَنو- أو هَنٌ، والأسماء الخمسة أو الستة ترفع بالواو، وتنصب بالألف وتجر بالياء، إذا توافرت بها شروط معينة. ويقال الأسماء الخمسة لأن هَنٌ يعرب بالحركات أكثر من الحروف.
إعراب الأسماء الخمسة
شروط إعراب الأسماء الخمسة:
الأسماء الخمسة يُشترط لإعرابها بالواو رفعًا والألف نصبًا والياء جرًا أربعة شروط، لا يمكن أن تُعرب هذا الإعراب إلا إذا اجتمعت فيها أربعة شروط ([3]):
     1- الشرط الأول: أن تكون مفردًا، فإن كانت مثناةً أعربت إعراب المثنى، تقول "جاء الأبوان"، ورأيت "الأبوين"، ترفع بالألف، وتنصب وتجر بالياء، وإن كان جمعًا فإن كان جمع تكسير رفعته بالضمة، تقول "هؤلاء آباؤك"، "وآباء عليٍّ وإخوانه وأحماؤه" إلى آخره، وإن كان جمع مذكر سالم -وهذا قليلٌ- فإنه يرفع بالواو وينصب ويجر بالياء.
      2- الشرط الثاني: أن يكون مُكبَّرًا، فإن كان مصغرًا أُعرب بالحركات أيضًا، تقول "هذا أبيُّ عليٍّ"، "رأيتُ أُبيَّ  عليٍّ"، و"مررت بأُبيِّ عليٍّ".
      3- الشرط الثالث: أن يكون مضافًا، فإن لم يكن مضافًا بأن كان مقطوعًا عن الإضافة أو مفردًا فإنه يُعرب بالحركات الظاهرة، تقول "هذا أبٌ"، و"رأيتُ أبًا"، و"مررتُ بأبٍ" أو "نظرتُ إلى أبٍ"، قال الله عزّ وجلّ {إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا}  [يوسف: 78] ، ( أَبًا ) اسم إن مؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، ولا تغتر بهذه الألف الموجودة في آخره، فإنها ألفٌ ناتجة عن تنوين الفتح.
  4- الشرط الرابع والأخير: أن تكون الإضافة إلى غير ياء المتكلم، فإن مضافًا إلى ياء المتكلم أُعرب بحركاتٍ مقدرة على ما قبل الياء، قال الله عزّ وجلّ { إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً } [ص: 23] ، "أخ" هنا حقها أن تكون مرفوعة، فلو كانت مستوفيةً للشروط لرفعت بالواو، ولكنها هنا مرفوعة بضمة مقدرة على ما قبل الياء منعًا من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.




الخلاصة: يُشترط لإعراب الأسماء الخمسة أو الستة:
·       أن تكون مفردة غير مثنى أو بصيغة الجمع.
·       أن تكون مكبرة لا تكون مصغرة مثل أُبيّ وأُخيّ فإذا صغرت أعربت بالحركات. أن تكون مضافة لاسم ظاهر أو ضمير، فإذا قطعت عن الإضافة تعرب بالحركات فمثلاً رأيت أخاً لك في الكلية.
·       ثلاثة أن تكون مضافةً.
·       أن تكون مضافة لغير ياء المتكلم، فإذا أضيفت لياء المتكلم أعربت بحركات مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها الحركة المناسبة لياء المتكلم وهي الكسرة مثل جاء أخو أبيك ذا اعتلاء. 
      -   وبالنسبة لكلمة (ذو) فيشترط في إعرابها كاسم من الأسماء الخمسة شرطا إضافيا مع الشروط السابقة وهو أن يكون سياقها بمعنى صاحب مثل (ذو مال) بمعنى صاحب مال، وأن تضاف فقط لاسم ظاهر دال على الجنس وليس ضميراً مثل: ذو علم أي صاحب علم.
·   وبالنسبة لكلمة فم فإنها يحذف منها الميم ويكتفى بالفاء مثل نظف فاك، أو انفخ بفيك.




الخلاصة في تعريف الأفعال الخمسة والأسماء الخمسة:
فالأفعال الخمسة: كل فعل مضارع اتصل به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة.
الأسماء الخمسة هي أبوك، أخوك، حموك، فوك، ذو مال.




[1] -  شرح ألفية ابن مالك، للشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين، الجزء 7 ص 11؟
[2] - انظر: شرح الآجرومية، حسن بن محمد الحفظي، ص 97.
[3] - شرح الآجرومية، حسن بن محمد الحفظي، ص 69.

تعليقات